حاولوا عند بداية المعرض واليوم في آخر يوم. اعترضوا على بعض اللّوحات، وطلبوا تنحيتها. رفض القائمون على المعرض، محقّين. كانوا ثلاثة، أحدهم محام. أخذوا صورا لرفع قضيّة في ماذا؟ لست أدري. القانون الجنائيّ القديم ينص على تهم فضفاضة وفاشيّة مثل الاعتداء على النّظام العامّ. كيف تعتدي لوحة فنّان على النّظام؟ أليس الجسد العاري نوعا من أنواع الرّسم؟ أليس "الله يحبّ الجمال"؟ سيرفعون قضيّة ضدّ أنفسهم، ولنا ما يكفي من المحامين والفنانين والإعلاميّين ليدافعوا عن الحقّ في الإبداع.
المعركة الآن، هي معركة الدّستور : دستور يضمن حرّية الإبداع والتعبير بلا قيد. والمعركة هي معركة القضاء المستقلّ، والبعيد عن الإيديولوجيّات المتطرّفة. والمعركة هي أيضا معركة ضدّ الخوف، وضدّ لعب دور الضّحيّة. نحن، المدافعين عن الحرّيّة، لسنا ضحايا. بل هؤلاء هم ضحايا الجهل والعبوس الأخلاقويّ. يجب أن نغيّر وجهة النّظر.
قصيدة منسوبة إلى أبي نواس، فيها وصف لجسد يتعرّى. هل سيصادرونها باسم الدّين أيضا؟ درّسناها للتّلاميذ والطّلبة، هل ستقومون بغسل أدمغتنا؟ معركتم زائفة. معركتم ضدّ الشّعر، والتراث، والحبّ، والعشق، والحياة عامّة. لذلك سنغلّب عليكم :
نضت عنها القميص لصـب ماء
فورَّد خدها فرطُ الــــحياء
وقابلت الهواء وقد تــــعرت
بمعتدل ارق من الهــــواء
ومدت راحة كالــــماء منها
الى ماء معد في انـــــاء
ولما ان قضت وطراً وهمـَّـتْ
على عجل لتأخذ بالــــرداء
رأت شخص الرقيب على التداني
فاسبلت الظــلام على الضياء
وغاب الصبح منها تحت لــيل
وظل الماء يجــري فوق ماء
فسبحان الاله وقد بــــراها
كاحسن ما تكون من النســاء
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire