أكدت الدكتورة رجاء بن سلامة في تدخلها، أثناء مناظرة جمعتها بالدكتور أبو يعرب المرزوقي نظمتها جمعية «الوعي السياسي»، أن الحكومة تستغل أجهزة الدولة في حملة انتخابية سابقة للأوان، واتهمتها بأنها « تتعامل بمكيالين ازاء الأحداث الجارية في الواقع» حسب ما جاء على لسانها.
ومن جانبه، اعتبر أبو يعرب المرزوقي أن «الحكومة لم تسيطر على كامل أجهزة الدولة الى الآن، فهذا أمر «ليس باليسير» حسب تعبيره، وأضاف «الحكومة تعاني ثورة مضادة، كما اتهم الاعلام بالانحياز».
اللقاء الذي جمع المثقفين وجها لوجه، اتسمت وجهات النظر فيه بالاختلاف حد التناقض، رغم أن كلا المثقفين أكدا رفضهما المطلق للعنف مهما كان مصدره «يمينا أو يسارا»، واتفقا أن للدولة الشرعية في استعمال القوة وحدها دونما تسخير من أحد.
وقد نظمت جمعية الوعي السياسي هذه المناظرة في ظل «انهيار الأرضية السليمة التي من المفروض ان يقع فوقها التطارح الفكري والايديولوجي وأهم أسسها وقواعدها هي: احترام الآراء، الانصات، الترفع عن الشتم وهتك الأعراض، والعنف اللفظي» كما ذهب الى ذلك سفيان شورابي رئيس الجمعية مفتتحا المناظرة.
بل اعتبر شورابي أن «العنف اللفظي انبلج مع اولى بشائر النقاشات الفكرية عشية سقوط نظام بن علي لترتفع وتيرته بشكل مخيف تم خلالها تعبئة كل القنابل والخراطيش العاطفية والوجدانية التي وقع توجيهها الى كل الاطراف السياسية دون استثناء، لتتحول فيما بعد الى عمليات تجييش ممنهجة استهدفت الوعي الجماعي للتونسيين ما أفرز لاحقا مسا من الوحدة الثقافية للتونسيين وهو ما مهد اثر ذلك الى تشييء العنف اللفظي الى عنف مادي طال عددا من الشخصيات الفكرية والعلمية المختلف معها.»
ورغم أن الموضوع كان ذو طابع فكري يتعلق أساسا بـ«الدولة والعنف» الا أن المفكرين طالا عددا من المواضيع السياسية والأحداث التي تعيشها البلاد.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire