أتساءل عن أسباب التكبير والهتاف "الشعب مسلم ولا يستسلم". أي جرح عميق يعبرون عنه؟ لا أتحدث عن القياديين النهضويين الذين يمارسون السياسة بل عن هؤلاء الحاضرين في اجتماعات سياسية تأخذ شكل الجيشان الوجداني والعاطفي الجماعي. هل هم جريحو الحداثة ويتاماها؟ مشكلتهم ربما ليست مع هذا النظام أو ذاك بل مع العصر. رافضون لهذا العصر، لكنهم يتخذون شكلا عصريا للتعبير عن العصر، وهذا هو المأزق، وهذا هو ربما مصدر التناقض وازدواج الخطاب : يرفضون العصر ويريدون شيئا منه هو الديمقراطية. هؤلاء الجرحى المحتاجون إلى تأكيد الانتماء وتأكيد التماهي مع نماذج الماضي أليس الأفضل بالنسبة إليهم تأسيس جماعة دينية، أو طريقة من الطرق الصوفية؟ على كل الحزب السياسي لا يتلاءم مع الجيشان العاطفي
بل يبين التاريخ خطورة اجتماع التجييش العاطفي مع الممارسة السياسية. السياسة تحتاج إلى حماسة تحت السيطرة وإلى عقلانية ناقدة واعية.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire