والمعتقد. أعدمه جعفر النميري وحسن الترابيّ بالتّحالف مع رجال الدّين في الّسّودان يوم 18 جانفي 1985. كان أيضا من ضحايا تطبيق الشّريعة التي تقتضي إعدام من يعتبرونه مرتدّا عن الإسلام. استمعوا إلى كلامه قبل أن يتمّ إعدامه. وتذكروا أنّ حسن الترابي والإخوان المسلمون عامّة ليسوا في حلّ من د...مه. يا قاتل الرّوح وين تروح .
لدى كثير من السودانيين الذين هللوا لإعدامه في ذلك اليوم، فإنّ طه قد اقترف أسوأ جريمة يمكن أن ترتكب. لقد أدين بتهمة الردّة عن الإسلام. وهي تهمة نفاها طه، الذي أصرّ حتى النهاية، أنه ليس مهرطقا، أو مرتدّا عن الإسلام، وإنما مصلح دينيّ، ومؤمن وقف في وجه التطبيق الوحشيّ للشريعة الإسلامية، "قانون المسلمين المقدّس" والطريقة التي فهمها ونفّذها بها الرئيس جعفر نميري. من وحي الموقف، أحسست، أنا أيضا، أن طه لم يقتل بسبب يتعلّق بنقص في قناعته الدينية، وإنما بسبب من نقصهم هم) . انتهى نصّ ميللر. (ص. ص.11 –12).(اعتمدت على ترجمة الدكتور نور حمد في نصّ نشره بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لإعدام محمود طه جانفي 2004 ).
إنّ الألم لإعدام "طه" كان مضاعفا، فالرّجل أُعدم مرّتين؛ مرّة أولى عندما أعلن "رفاقه الأربعة" الّذين حكم عليهم معه بالإعدام "توبتهم" أمام المحكمة واصفين إيّاه بالمرتدّ الّذي ضلّلهم وأخرجهم عن الملّة. ومرّة ثانية عندما وضع الجلاّدان حبل المشنقة حول رقبته.
هذه الجريمة البشعة كانت إجابة الخصوم السياسيين " لمحمود محمّد طه" على شعاره " الحريّة لنا، ولسوانا"، شعار حمّال لمعان نبيلة ولكن للأسف الشديد هذه المعاني الكبيرة لم تلج عقولا تناهت في الصّغر.
"غاندي السّودان" كان زاهدا في الحياة، حالما بغد مشرق لبلده، قام بتأسيس "الحزب الجمهوري" في منتصف أربعينات القرن الماضي مع مجموعة من رفاق دربه، حيث كان السّودان يرزح تحت نير الاستعمار البريطاني وقد تميّز هذا الحزب الفتيّ بطرحه لفكرة "الجمهوريّة المستقلّة" على عكس بقيّة مكوّنات الحركة الوطنيّة السّودانيّة الّتي انقسمت بين "اتحاديين" نادوا بالوحدة مع مصر وآخرين يريدون استقلالا في تحالف مع التّاج البريطاني.
كان" محمود محمّد طه" تنويريّا في فكره رافضا تحنيط الإسلام في تعاليم ونواميس جامدة، من أهمّ أفكاره المناداة بالمساواة بين المرأة والرّجل وضرورة رفع الظّلم والحيف اللّذين عانت منهما والدّفاع عن حقّها في التعليم والمشاركة السياسيّة. وقد لعبت "الأخوات الجمهوريات" دورا رياديّا في نشر أفكار" طه" فأقمن "منتديات فكريّة" في الشوارع ممّا خلق حراكا فكريّا وسياسيّا لم يعهده المجتمع السّوداني من قبل
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire